كيف تسيطر على من حولك ؟ !!! ........... د.شريف عبدالباقي
حتماً مشكلة حياة كل واحد منا أن هناك أشخاصاً في حياته يبحث دائماً عن سبيل لتغييرهم إيجابياً والتأثير عليهم سواء كانوا أبناء أو زوج أو زوجة أو أخوات أو ... إلخ .... حسنأً ... إنه لأمر بالغ الروعة في أن تبحث عن السبل في تغيير من يهمك أمره ليكون إيجابي وأنا اتفق معك في ذلك ... ولكن لماذا لاتبدأ بنفسك للسيطرة عليهم من داخلك أنت ؟؟ !! ... فهذا أكثر فائدة من محاولات تحسين الآخرين بتوجيههم مباشرة وفي نفس الوقت سيكون العصا السحرية لتغيرهم كما تريد وأقل خطورة من مواجهة محاولاتك لتغيرهم بالعناد والتعنت !! ... فقديماً قال كونفشيوس : " لا تشكو من وجود الثلج على سقف جارك بينما تترك عتبة بابك غير نظيفة " .
ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن هناك قاعدة هامة في التعامل مع الآخرين قد توصلت إليها من خلال قراءاتي وخبراتي في الحياة وهي : " إذا أردت أن يفعل شخصاً ما ماتريده أنت فاجعله يحصل على مايريده هو " ... نعم فعندما يتفق ماتريده مع مايرغب الطرف الآخر في الحصول على مايريده ستنجح العلاقة بإيجابية كبيرة ... والذي يؤكد ذلك إنه من المؤكد أن كل واحد منا له أكلته المفضلة والتي يحبها ولكن عندما يريد صيد السمك لا يضع للأسماك أكلته المفضلة ولكن يعطيها ماتفضله هي ليصطادها به وهو طعم السمك " نوع من ديدان الأرض " ... وهكذا مع من حولك اعطهم مايفضلونه لتحصل على ماتريد .
في إحدى محطات المترو وضع رجل أعمال دولاراً في كيس أحد شاب يبيع الأقلام الرصاص ويمارس الشحاذة المقنعة في محطة المترو ثم أسرع لإستقلال المترو ... وبعد لحظة من التفكير في كيف يمكنه تغيير واقع هذا الشاب خرج مره أخرى من المترو مسرعاً تجاه الشاب الشحاذ وأخذ عدة أقلام من الأناء الذي يضعه أمامه ... وبلهجة اعتذار قال للشاب إنه بسبب استعجاله نسي أخذ الأقلام التي قرر شرائها منه ورجا الشاب ألا يغضب منه ... وقبل أن يتركه قال له " إنك رجل أعمال مثلي على أي حال ولديك بضاعة تبيعها بأسعار مناسبة " ... ثم استقل المترو ومضى .... وبعد عدة أشهر وفي أحد المناسبات توجه شاب أنيق يعمل موظف مبيعات عرف عنه الأجتهاد نحو رجل الأعمال وقدم نفسه له قائلاً " بالطبع إنك قد لاتذكرني ولا أعرف اسمك ولكني لن أنساك ماحييت ... لقد كنت شحاذاً أبيع الأقلام إلى أن أعدت لي احترامي لنفسي وأشعرتني بأهميتي وأخبرتني إنني رجل أعمال " .
فهناك قانون هام جداً في السلوك الإنساني وهو النزعة إلى التقدير والإحترام ... وقد أشار إليها العالم النفسي جون ديوي أن الرغبة في الشعور بالأهمية من أعمق الدوافع البشرية ... فبداخل كل انسان منا تشوق ونزعة قوية إلى أن يكون مهماً فيمن حوله ... وهذا أهم شئ يريده كل إنسان منك في التعامل معه ... هذا هو الطعم الذي تستطيع من خلاله أن تجعل من حولك تحت تأثيرك دائما بأن تعطيهم الأهمية والتقدير ... ومن المؤكد أن هذا هو نفسي الشئ الذي ترغب فيه بداخلك وتنتظره من الاخرين ... فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك ... فكن صادقاً في تقديرك لمن حولك وكريم في مدحهم بصدق بعيداً عن الرياء ... وكما قال أحد الحكماء كثير من الناس وصلوا لأبعد مماظنوا أنفسهم قادرين عليه وذلك لأن شخصاً آخر ظن ذلك فيهم واهتم بقدرهم .
